Realtime Hit Counter

Tuesday 29 March 2011

علامه محمد حياة السندي و محمد عابد السندي

الشيخ إبراهيم الكردي

عارف بفنون العلم من: الفقه، والحديث، والعربية، والأصلين.

وله تصانيف في ذلك كلها؛ رحل إلى بغداد، والشام، ومصر، والحرمين؛ وصحب القشاشي، وروى عنه الحديث؛ وكان يتكلم: بالفارسي، والكردي، والتركي، والعربي؛ وكان متصفا: بتوقد الذهن، والتبحر في العلم، والزهد، والصبر، والحلم، والتواضع؛ كان زيه زي عامة أهل الحجاز، ولم يكن يلبس لبس المتفقهة، ولا المتصوفة، ولا يختار هيئاتهم: من تكبير العمامة، وتطويل الأكمام.

قال الشيخ عبد الله العباسي: كان مجلسه روضة من رياض الجنة، وكان يرجح كلام الصوفية على الحقائق الحكمية، ويقول: هؤلاء الفلاسفة، قاربوا عثورا على الحق، ولم يهتدوا إليه.

تاريخ وفاته... - إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون .

الشيخ أبو طاهر، محمد بن إبراهيم الكردي، المدني

لبس الخرقة من أبيه، واستجاز له أبوه من مشائخ كثيرين، منهم: الشيخ محمد بن سليمان المغربي؛ وأخذ النحو عن السيد: أحمد بن إدريس المغربي، الذي كان سيبويه زمانه في العربية؛ واكتسب فقه الشافعي عن الشيخ: علي الطولوني المصري؛ والمعقول عن: المنجم الباشي، الرومي؛ والحديث عن الشيخ: حسن العجيمي، وأحمد النخلي، والشيخ: عبد الله البصري، والشيخ: عبد الله اللاهوري؛ وكان مجتهدا في الطاعة، ومشتغلا بالعلم والمذاكرة، رقيق القلب، كثير البكاء.

قال في إنسان العين: لما حضرتُ عنده للوداع إلى الهند، أنشدت بين يديه:

نسيت كل طريق كنت أعرفه ** إلا طريقا يؤديني لربعكم

فغلب البكاء على الشيخ، وتأثر تأثرا عظيما.

توفي - رحمه الله - في سنة 1145 الهجرية.

الشيخ: تاج الدين الحنفي، القلعي، ابن القاضي: عبد المحسن

كان مفتيا بمكة المكرمة، صحب كثيرا من مشائخ الحديث، وأخذ العلو منهم، وكلهم أجازوه، واستجاز له والده من الشيخ: عيسى المغربي، وكان غالب تعلمه لعلم الحديث من الشيخ: عبد الله بن سالم البصري.

قال: عرضت عليه هذه الكتب على نهج البحث والتنقيح، وقرأت الصحيحين على العجيمي، وأجازني بجميع ما تصح له روايته. (3/ 169)

ولازم الشيخ صالح الزنجاني، واستفاد منه، وتفقه عليه، وحصل الرواية والإجازة عن الشيخ: أحمد النخلي، والشيخ: أحمد القطان، وغيرهما، وتعلم منهما طريق الدرس.

وله إجازة عن الشيخ: إبراهيم الكردي، وعنه روى الحديث المسلسل بالأولية.

قال الشيخ: ولي الله، المحدث الدهلوي - في إنسان العين -: حضرت بمجلس درسه أياما حين كان يدرس البخاري، وسمعت عليه: أطراف الكتب الستة، وموطأ مالك، ومسند الدارمي، وكتاب الآثار لمحمد، وأخذت الإجازة لسائر الكتب، وحدثني بالحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ: إبراهيم، وهو أول حديث سمعته منه بعد عودتي من زيارة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في سنة 1243.

قلت: وكان والدي السيد: أبو أحمد، الحسن بن علي بن لطف الله الحسيني، البخاري، القنوجي - قدس الله سره - قد تتلمذ على الشيخ: عبد العزيز، والشيخ: رفيع الدين، ابني الشيخ: ولي الله، المحدث الدهلوي المذكور، ولي سند متصل إليه وإلى مشائخه بواسطة الشيخ: محمد يعقوب المهاجر المكي حفيده، وكذا ينتهي سندي إلى القاضي: محمد بن علي الشوكاني، بواسطة الشيخ: عبد الحق بن فضل الله الهندي، المتوفي في سنة 1286 بمنا، وإلى السيد: عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى مقبول الأهدل، ولذلك ذكرت تراجم مشائخي من أهل الحديث النبوي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الكتاب، وإجازاتي مكتوبة في كتابي: سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند - وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق -.

الشيخ محمد حياة السندي، المدني

كان من العلماء الربانيين، وعظماء المحدثين، قرن العلم بالعمل، وزان الحسن بالحلل.

واسم والده: ملا فلاريه، من قبيلة: جاجر، الساكنة في أطراف عادلبور: بليدة من توابع بكر. (3/ 170)

ولد بالسند، ورحل إلى الحجاز، وحج، وتوطن مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتتلمذ على الشيخ: أبي الحسن السندي - نزيل المدينة المكرمة -، وبرع في الحديث، وأخذ الإجازة عن: خاتمة المحدثين، الشيخ: عبد الله بن سالم البصري، وشد حزامه على درس الحديث النبوي، وأفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي، وكان يعظ الناس قبل صلاة الصبح بالمسجد الشريف، وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم، وأقبل عليه: أهل الحرمين، ومصر، والشام، والروم، والهند بالاعتقاد والانقياد، وعاش عيشة مرضية، ولقي الله - سبحانه - يوم الأربعاء، السادس والعشرين من صفر، سنة 1163، ودفن بالبقيع.

ومن تلامذته: السيد، العلامة: غلام علي آزاد البلجرامي؛ والشيخ، المحدث، الفهامة: محمد فاخر الإله آبادي؛ وغيرهما - رحمهما الله تعالى .

الشيخ: محمد عابد السندي بن أحمد بن علي بن يعقوب الحافظ

من بني أبي أيوب الأنصاري ولد ببلدة سِيْوَنْ: وهي على شاطئ النهر، شمالي حيدر آباد السند، مما يلي بلدة بوبك؛ هاجر جده الملقب: بشيخ الإسلام إلى أرض العرب، وكان من أهل العلم والصلاح؛ وأقام الشيخ: محمد عابد بزبيد داره علم باليمن معروفة، واستفاد من علمائها، واقتبس من أشعة عظمائها، حتى عد من أهلها؛ ودخل صنعاء اليمن يتطبب لإمامهم، وتزوج ابنة وزيره، وذهب مرة سفيرا من إمام صنعاء إلى مصر، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة، وعاود مرة أرض قومه، فدخل نُواري: بلدة بأرض السند، مما يلي بندر كراجي، وأقام بها ليالي معدودات، ثم عاد إلى المدينة الطيبة، ووُلّي رياسة علمائها من قبل والي مصر، وخلف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة:

منها: كتاب المواهب اللطيفة. على مسند الإمام أبي حنيفة.

وكتاب: طوالع الأنوار، على الدر المختار.

وكتاب: شرح تيسير الوصول، إلى أحاديث الرسول، بلغ منه إلى كتاب (3/ 172) الحدود - لم يتمه -، يقال له: شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر.

وكان ذا عصبية للمذهب الحنفي، ولذلك تعقبه في بعض الرسائل له السيد، العلامة، أخونا: أحمد بن حسن الحسيني القنوجي، البخاري، العرشي - رحمه الله -.

توفي محمد عابد يوم الإثنين، من ربيع الأول، سنة 1257، ودفن بالبقيع، ولم يخلف عقبا - رحمه الله .

علماء اليمن

الشيخ: محمد بن عبد الوهاب

ابن سليمان بن علي بن أحمد بن راشد بن يزيد بن محمد بن يزيد بن مشرف، صاحب نجد، الذي تنسب إليه الطائفة الوهابية، وهذا هو المعروف من نسبه، ويذكر أنه من مضر، ثم بني تميم.

ولد سنة 1115، بالعينية: من بلاد نجد، ونشأ بها، وقرأ القرآن، وسمع الحديث، أخذ عن أبيه، وهم بيت فقه حنابلة، ثم حج، وقصد المدينة المنورة، ولقي بها شيخا عالما من أهل نجد، اسمه: عبد الله بن إبراهيم، قد لقي أبا المواهب البعلي الدمشقي، وأخذ عنه، ثم انتقل مع أبيه إلى جريمل: قرية من نجد أيضا، ولما مات أبوه رجع إلى العينية، وأراد نشر الدعوة، فرضي أهلها بذلك، ثم خرج عنها بسبب إلى الدرعية، وأطاعه أميرها: محمد بن سعود، من آل مقرن، يذكر أنهم من بني حنيفة، ثم من ربيعة، وهذا في حدود سنة 1206.

وانتشرت دعوته في: نجد، وشرق بلاد العرب، إلى عمان، ولم يخرج عنها إلى الحجاز واليمن، إلا في حدود المائتين والألف.

وتوفي سنة 1209.

قال الشيخ، الإمام، العلامة: محمد بن ناصر الحازمي، الآخذ عن شيخ الإسلام: محمد بن علي الشوكاني: هو رجل، عالم، متبع، الغالب عليه في نفسه الاتباع، ورسائله معروفة، وفيها المقبول والمردود، وأشهر ما ينكر عليه خصلتان كبيرتان:

الأولى: تكفير أهل الأرض، بمجرد تلفيقات لا دليل عليها، وقد أنصف (3/ 195) السيد، الفاضل، العلامة: داود بن سليمان في الرد عليه في ذلك.

الثانية: التجاري على سفك الدم المعصوم بلا حجة، ولا إقامة برهان، وتتبع هذه جزئيات، ذكر السيد المذكور بعضها، وترك كثيرا منها، وهي حقيرة تغتفر مع صلاح الأصل وصحته. انتهى

وللعلامة، الفاضل: حسين بن غنام اليمني قصيدة بديعة، رد فيها على محمد بن فيروز، في قصيدة لم يكفر فيها أهل نجد، ويحث الناس على قتالهم، فأجاب عليه بالقصيدة المذكورة، أولها:

على وجهها الموسوم بالشؤم قد خطّا ** عروس هوى ممقوتة زارت الشطا

وللإمام، العلامة: عبد الله بن عيسى بن محمد الصنعاني كتاب، سماه: (السيف الهندي، في إبانة طريقة الشيخ النجدي)، ألفه في سنة 1218، قال فيه:

كان مبتدأ أمره في بضع وستين ومائة وألف، خرج محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، فنزل بمحلة الشيخ: عبد العزيز النجدي، وكان أهل تلك المحلة قوم أعراب، مضيِّعين لأركان الإسلام، وهؤلاء أهل اليمامة، فلما حل الشيخ: محمد - المذكور -، ما زال يدعوهم إلى التوحيد، ويعلمهم الشرائع من الصلاة، والصيام، وغير ذلك، والشيخ: عبد العزيز بن محمد النجدي: أول من تابعه، وأسلم على يديه.

ثم لما تم للشيخ ابن عبد الوهاب ما أراد في تلك القرى المجاورة للدرعية: وهي قرية الشيخ: عبد العزيز، واجتمع على الإسلام معه عصابة قوية، صاروا (3/ 196) يدعون من حولهم من القرى بالرغبة والرهبة، ويقاتلون من حولهم من الأعراب.

ثم لما تمكن في قلوبهم الإسلام - وهم عرب أغنام -، قرر لهم: أن دعا من غير الله، أو توسل بنبي، أو ملك، أو عالم، فإنه مشرك، شاء أو أبى، اعتقد ذلك أم لا.

وتعدى ذلك إلى تكفير جمهور المسلمين، وقد قاتلهم بهذا الوجه الذي أبداه؛ وقد وقفت على رسالة لهم في هذا الشأن، وقد كان المولى، العلامة، السيد: محمد بن إسماعيل الأمير، بلغه من أحوال هذا النجدي ما سرّه، فقال قصيدته المشهورة:

سلام على نجد ومن حل في نجد ** وإن كان تسليمي على البعد لا يجُدي

ثم لما تحقق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن، وجد الأمر غير صاف عن الإدغال، وقال:

رجعت عن القول الذي قلت في النجد ** فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي

ونقلت من خط العلامة، وجيه الإسلام: عبد القادر ابن أحمد بن الناصر، ما صورته في ذي القعدة، سنة 1170، سنة وصل إلينا الشيخ، الفاضل: مربد بن أحمد بن عمر التميمي، النجدي، الجريملي: نسبة إلى جريمل: بلد قرب سدوس، أول بلاد اليمامة من جهة الغرب؛ وكان وصوله إلى اليمن لطلب تحقيق مسألة، جرت بينه وبين الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، في تكفير من دعا الأولياء، والشيخ يكفر من فعل ذلك، ومن شك في كفره، ويجاهد من خالفه؛ وكان سبب وصوله إلى اليمن: أنه سمع قصيدة لشيخنا، السيد، العلامة: محمد بن إسماعيل الأمير، كتبها إلى الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، وللشيخ: مربد، عليها جواب صغير، ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط، فهذا كلام إمام ذلك الزمان، في تحقيق مذهب الشيخ: محمد بن عبد الوهاب النجدي، من قبل أن يولد أكثر هذه الطبقة، التي نحن فيها. انتهى حاصله.

ثم رد في هذه الرسالة عليه بعض عقائده ومسائله: (3/ 197)

وأما السيد، العلامة: محمد بن إسماعيل الأمير، فعبارته في شرح قصيدة مذكورة له، الموسوم: (بمحو الحوبة، في شرح أبيات التوبة)، لما بلغت هذه الأبيات نجدا، يعني القصيدة الأولى، وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها، رجل عالم يسمى: الشيخ: مربد بن أحمد التميمي، وكان وصوله في شهر صفر، سنة 1170، وأقام لدينا ثمانية أشهر، وحصل بعض كتب شيخ الإسلام: ابن تيمية، والحافظ: ابن القيم بخطه، وفارقنا في عشرين من شوال 1120، راجعا إلى وطنه، وكان من تلاميذ الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، الذي وجهنا إليه الأبيات، فأخبرنا ببلوغها، ولم يأت بجواب عنها، وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ، الفاضل: عبد الرحمن النجدي، ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرها عليه من: سفك الدماء، ونهبه الأموال، وتجاربه على قتل النفوس، ولو بالاغتيال، وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار، فبقي معنا تردد فيما نقله الشيخ: عبد الرحمن، حتى وصل الشيخ: مربد؛ وله نباهة، ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في: وجه تكفير أهل الإيمان، وقتلهم، ونهبهم، وحقق لنا أحواله، وأفعاله، وأقواله؛ فرأينا أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا، ولم يمعن النظر، ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية، ويدله على العلوم النافعة، ويفقهه فيها، بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ: أبي العباس ابن تيمية، ومؤلفات تلميذه: ابن القيم الجوزية، وقلدهما من غير إتقان، مع أنهما يحرمان التقليد.

ولما حقق لنا أحواله، ورأينا في الرسائل أقواله، وذكر لي أنه: إنما عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهناها إليه، وأنه يتعين علينا نقض ما قدمناه، وحلُّ ما أبرمناه؛ وكانت هذه الأبيات قد طارت كل مطار، وبلغت غالب الأقطار، وأتتنا فيها جوابات من مكة - المشرفة -، ومن البصرة، وغيرهما، إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف؛ ولما أخذ علينا الشيخ: مربد ذلك، تعين علينا لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور، التي ارتكبها ابن عبد الوهاب - المذكور -، كتبت أبياتا، وشرحتها (3/ 198)، وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه، لأنهما عمدة الحنابلة. انتهى كلام السيد - رحمه الله تعالى -.

وقد وقفت على هذا الشرح، وهو عندي موجود، ألفه السيد المؤلف، في سنة 1170، ثم وقفت لهذا العهد على كتاب: (رد المحتار، وحاشية الدر المختار)، للسيد: محمد أمين بن عمر، المعروف: بابن العابدين، بمصر حالا، وكان في سنة 1249، ما لفظه:

كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب، الذي خرجوا من نجد، وتغلبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنة، وقتل علمائهم، حتى كسر الله شوكتهم، وخرب بلادهم، وظفر بهم عساكر المسلمين، عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. انتهى.

هذا وقد وقفت على رسائل للشيخ: محمد بن عبد الوهاب، منها: (كتاب النبذة، في معرفة الدين، الذي معرفته والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار) و(كتاب التوحيد) المشتمل على مسائل من هذا الباب، أوله: قول الله - عز وجل -: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وليس لهذا الكتاب ديباجة، بل يذكر فيه الآيات والأحاديث، ثم يقول فيه مسائل؛ و كتاب في مسائل خالف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما عليه أهل الجاهلية، من أهل الكتاب، وغيرهم، وهو مختصر في نحو كراسة.

وكتاب (كشف الشبهات في بيان التوحيد وما يخالفه والرد على المشركين).

ورسالة: (أربع قواعد من قواعد الدين)، في نحو ورقة. وكتاب (الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).

و: (كتاب في تفسير شهادة: أن لا إله إلا الله).

وكتاب: (تفسير سورة الفاتحة).

ورسالة: (في معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه). (3/ 199)

ورسالة: (في بيان التوجه في الصلاة) ورسالة: (في معنى: الكلمة الطيبة) أيضا.

ورسالة: (في تحريم التقليد).

وهذا جل ما وقفت عليه من تواليفه إلى الآن، وفيها ما يقبل ويرد، وعلى كتابه (التوحيد) شرح مبسوط مفيد، للشيخ، العالم، العلامة، مفتي الديار النجدية: عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، حفيد المؤلف، سماه: (فتح المجيد، لشرح كتاب التوحيد)، ولقبه: (قرة عين الموحدين، في تحقيق دعوة المرسلين).

ذكر فيه أنه تصدى لشرحه حفيده: الشيخ: سليمان بن عبد الله، فوضع عليه شرحا، أجاد فيه وأفاد، وأبرز فيه من البيان، ما يجب أن يطلب منه ويراد، وسماه: (تيسير العزيز الحميد، في شرح كتاب التوحيد)؛ ولما قرأت شرحه، رأيته أطنب في مواضع، وفي بعضها تكرار، يستغنى بالبعض منه عن الكل، ولم يكمله، فأخذت في تهذيبه، وتقريبه، وتكميله، وربما أدخلت فيه بعض النقول المستحسنة، تتميما للفائدة، وسميته: (فتح المجيد، لشرح كتاب التوحيد).

ولأتباعه أيضا رسائل، منها:

(الرسالة الدينية، في معنى الإلهية)، للشيخ: عبد العزيز بن محمد بن سعود، قال فيها: من عبد العزيز إلى من يراه من العلماء والقضاة في الحرمين الشريفين، والشام، ومصر، والعراق، وسائر علماء الغرب والشرق، سلام عليكم ورحمة الله بركاته، أما بعد... الخ

ولما أراد الثويني - وهو رئيس بدوان العراق - أن يقدم على سعود بن عبد العزيز - المذكور -، وقدم عليه في جيش عظيم، فتلقاه رجل يقال له: طعيس، فقتله، وأغار سعود على جيشه، فأخذهم، وغنمهم، فقال الشيخ، العلامة: حسين بن غنام يهنيه بذلك:

تلألأ نور الحق وانصدع الفجر ** وديجور ليل الشرك مزقه الظهر

وشمس الأماني أشرقت في سعودها ** ولاح بأفق السعد نجمه الزهر

وهي قصيدة طويلة حسنة، ألفها في سنة 1217.ثم وقفت بعد ذلك كله في (3/ 200) سنة 1285، حين السفر، إلى الحرمين الشريفين، على رسالة للشيخ، العالم: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - إمام الوهابية - ذكر فيها ما لفظه:

وبعد، فإنا معاشر موحدون لما منَّ الله علينا، وله الحمد بدخول مكة المشرفة، نصف النهار، يوم السبت، ثامن شهر المحرم، سنة 1218، بعد أن طلب أشراف مكة، وعلماؤها، وكافة العامة، من أمير الغزو: سعود - حماه الله -، وقد كان أمراء الحج، وأمير مكة، على القتال والإقامة في الحرم، ليصدوه عن البيت، فلما زحفت أجناد الموحدين، ألقى الله الرعب في قلوبهم، فتفرقوا شذر مذر، كل واحد يعد الإياب غنيمة، وبذل الأمير الأمان لمن بالحرم الشريف، ودخلنا بالتلبية آمنين، محلقين رؤوسنا، ومقصرين، غير خائفين من أحد من المخلوقين، بل من مالك يوم الدين... إلى قوله: ولما تمت عمرتنا، جمعنا الناس ضحوة الأحد، وعرض الأمير - عافاه الله - على العلماء ما نطلب من الناس ونقاتلهم عليه، قال: ثم دفعت إليهم الرسائل المؤلفة للشيخ: محمد في التوحيد، واختصر من ذلك رسالة للعوام. انتهى.

وفي هذه الرسالة، أنكر كثيرا مما ينسب إليه من المسائل والأقوال المخالفة لصحاح الكتب، وللشيخ، المحدث، العلامة: محمد بن ناصر الحازمي: رسالة في المشاجرة مع أهل مكة المشرفة، في المسائل التي اختلف فيها الوهابية وغيرهم، أنصف في هذه الرسالة غاية الإنصاف، وأتى بما يقضي منه العجب العجاب، وله: - رحمه الله تعالى - رسالة أخرى في إثبات الصفات، قال في مطاويها: قد بينا فيما تقدم عقيدة شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب، وإن عقيدته وعقيدة أتباعه هي عقيدة السلف الماضيين، من الصحابة، والتابعين، وسائر أئمة الدين. انتهى.

وقال فيها، في موضع آخر: إن هذا الاعتقاد الذي حكيناه، عن: محمد بن عبد الوهاب وأتباعه - يعني: في آيات الصفات، وإجرائها على الظاهر - هو الاعتقاد والحق الذي دل عليه الكتاب، والسنة، وكلام الصحابة، وسائر الأمة... إلى آخر ما ذكره.

وبالجملة: فالشيخ: محمد بن عبد الوهاب ممن اختلف فيه اعتقاد الناس، (3/ 201) فمنهم: من أثنى عليه في كل ما قاله، ووضعه، ونشره، ودعا إليه، وقاتل عليه، وانتصر له، وافتخر بالانتساب إليه، وإلى طريقته.

ومنهم: من أساء الظن به كل الظن، ورد عليه كل نقير وقطمير اختاره وذهب إليه، وكفَّره، وبدَّعه.

ومنهم: من سلك سبيل الإنصاف، وترك - خشية الله تعالى - القولَ باعتساف، فقبل من أقواله ما كان صوابا، وردّ ما خالف منها سنة وكتابا؛ ولعمري هذا هو الطريق السوي، والصراط المستوي، وهو الذي درج عليه أئمة الأمة، وسلفها، عند اختلاف الناس، وتنازعهم في الدين، وقضوا بذلك، وبه كانوا يعدلون بين المسلمين، ومن حاد عن طريقهم، وشذ عن فريقهم، فهو على شفا حفرة من النار، ولا عبرة بالعامة، بل ولا بالخاصة، في نصرة من أحبوه، وحط من أبغضوه، لأن ذلك دأب أكثر الناس، في غالب الأمصار والأعصار، إلا من عصمه الله، ووفقه للنصفة والاعتبار، - والله أعلم بالصواب -.

http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=266&CID=44


No comments:

Post a Comment