Realtime Hit Counter

Tuesday 26 April 2011

ديبل عند الفتح الإسلامي الدكتور إبراهيم عطا الله البلوشي

ديبل عند الفتح الإسلامي

الدكتور إبراهيم عطا الله البلوشي

كلية الآداب جامعة الإمارات العربية المتحدة - العين

ملخص

يتناول هذا البحث تاريخ ديبل الواقعة على الضفة الغربية لنهر السند، وتعرف الآن باسم بهمبور.

ويتطرق البحث كذلك للحديث عن سكان مدينة ديبل، وسكان إقليم السند على وجه العموم، كما يتطرق للحديث عن الفتح الإسلامي لتلك المنطقة ، ولغة أهلها وألبستهم ومساكنهم وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

مقدمة

كانت تسمى ديبل أو ذيبل (1) وتعرف الآن باسم بهمبور (2) وهي على بعد ستة أميال من مصب نهر مهران ( نهر السند) على الضفة الغربية منه، عند مدخل البحر، على شاطئ خور يسمى خو ديبل (3) وهي مدينة حصينة على الساحل ، يقول المقدسي : "وديبل بحرية قد أحاط بها نحو من مائة قرية، أكثرهم كفار، والبحر يسطع جدارات المدينة" (4)


ويقول الإدريسي إن أراضيها جدبة ليس بها شجر ولا نخل وجبالها جرد وسهولها قشفة عديمة النبات (5) .

وقديما كانت المدينة مقرا للحاكم أونائبه،أي العاصمة الثانية، وبها سجن ضخم ومعبد فخم للإله سيوا يخدم فيه أكثر من 700 فتاة ، وقلعة المدينة عبارة عن سور وأبراج يبلغ طولها 2000 قدم وعرضها 1000 قدم (6).

وتنقسم منطقة السند جغرافيا إلى خمسة أقاليم، ولكل إقليم مدنه وقراه والأقاليم هي : سيوستان، الملتان، إسكلنده، أرور وهي العاصمة وبرهمن آباد وهي المنصورة ( حيدر آباد حاليا)، ومدينة ديبل تقع في إقليم "برهمن آباد" ومن مدنه، النيرون، لوهانة، لالهه، سمه،
وغيرها (7) .

وقد زار المقدسي الميناء والمنطقة ووصفها بقوله " هذا إقليم الذهب والتجارات، والعقاقير والآلات والفانيد والخيرات والارزاز والأعجوبات، به عدل وإنصاف وسياسات، وبه خصائص وفوائد وبضاعات، ومنافع ومتاجر وصناعات، ومدن سرية وسلامة وعافية، ثم أمانات، نهر شريف، وأمره طريف، ولا تصل إليه إلا بعد أخطار البر وأهوال البحر، ولهم مروءة، وللإسلام عندهم طراوة، والعلم كثير والتجارات مفيدة، ولهم ذكاء وفطنة ومعروف وصدقة" (8) .

السكان

أقدم سكان السند وديبل كانوا شبيهين بالزنوج ثم أتت موجات تورانية، من أواسط آسيا فتوالدت مع الأهلين، فظهر الدراوديون، وهم السكان الأصليون لمنطقة السند، وجدوا فيها منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد ، ثم توالت عليها أقوام آرية قدموا من الشمال الغربي للسند منذ 3500 سنة قبل الميلاد، ومعهم لغتهم السنسكريتية.

وقدمت إلى البلاد موجة آرية منذ عام 600 ق.م. وبعد استقرارهم في البلاد خاف كهنة البراهمة مغبة اختلاط أتباعهم مع غيرهم، فوضعوا نظام الطبقات (9) .

وأشهر القبائل الموجودة عند قدوم المسلمين السند هم : الزط، والميد.

أما الزط، الجت ( Jote) ، فهم أكثر عددا وأقوى عدة، وأخطر على أمن الدولة السندية من الميد، وهم ينتسبون إلى قبيلة لوهانه ( Luhans) الهندية، وينتمون إلى طبقة واحدة، ومعيشتهم قاسية، والجهل منتشر بينهم (10) .

وكانوا يقطنون غالبا في المناطق الداخلية وأطراف الأنهار، ومنهم من كان يحترف العمل في البحر والسواحل، ومنهم كذلك القراصنة، وقطاع الطرق، ويعرفون بالبدهه، وأغلبهم يشتغلون بالرعي (11) . وانتقل الكثير منهم إلى الجزيرة العربية، والخليج والحجاز، واليمن والعراق، والشام قبل الإسلام وبعده، فكان منهم من دافع عن سيدنا عثمان رضي الله عنه يوم استشهاده، وكانوا حراسه، فقتلوا وبعضهم قاتل بجانب سيدنا علي رضي الله عنه يوم الجمل، وشاركوا الأمويين في حراسة الثغور والدفاع عن حوزة المسلمين (12) .

الميد ( Meds)

و أفراد هذه الطائفة كانوا منتشرين على سواحل السند وصحرائها، الممتدة من الملتان إلى البحر، وضفتي نهر مهران حتى مكران، وهم كذلك كانوا لصوصا وقراصنة، ولكنهم كانوا مهرة
وأصحاب خبرة في الحروب البحرية (13) . ويطلق عليهم أيضا البدهة أي البوذية أحد أديان

الهندوس. هاتان الطائفتان كانتا تعانيان من سوء معاملة الحكومة البرهمية، إلا أنهم بعد دخولهم الإسلام تغيرت أحوالهم، واستفاد المسلمون من معرفتهم لمسالك الطرق، وأحوال السند وأهلها، فجند ابن القاسم منهم في الجيش ما لا يقل عن أربعة آلاف، لما كان لهم من الشجاعة والفروسية.

ولعله أراد بذلك التخفيف من شعور العداء الكامن بين الأهالي والمسلمين (14)

فتح السند

سبق السند علاقات تجارية وصلات حضارية قبل الإسلام بين أهل الجزيرة العربية والخليج "بحر فارس"، وبين السند والهند. إلا أن حكام السند لم يرغبوا في بقاء العرب عندهم، وذلك لمصالحهم السياسية وغيرها فلم تكن لهم إلا معابر ومحطات تجارية على السواحل الهندية. ولهذا لم يكن كثير من العرب يفضلون البقاء هناك (15) .

وحين فتح الله للمسلمين مشارق الأرض ومغاربها ووصلت جيوشهم إلى مشارق سواحل الجزيرة الشرقية، أرادوا اجتياز البحر للوصول إلى سواحل السند والهند ( القوة البحرية).

ومن جانب آخر فتح الله للمجاهدين أراضي العراق وفارس ومكران، ووصلت قواتهم البرية إلى حدود السند ( القوة البرية).

وكان أول الفتوحات الإسلامية لتلك المنطقة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أن واليه على البحرين وعمان ( عثمان بن أبي العاص) أبقى آخاه الحكم بن أبي العاص في البحرين، وتوجه هو إلى عمان ومن ثم أرسل جيشا في غارة جريئة على مدينة ( بمبني حاليا) وانتصر وغنم ثم عاد، وفي السنة نفسها وجه أخاه المغيرة بن أبي العاص إلى ديبل، فلقي العدو وظفر به سنة 15 هـ/ 636 (16)

وتتابعت الهجمات الإسلامية على السند في عهد سيدنا عثمان وعلي ومعاوية رضي الله عنهم. بلوشي

وفي عهد عبد الملك بن مروان وحين تولى الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي إمارة العراق والمشرق الإسلامي، كانت مكران تحت إمرة المسلمين، فكانت المنازعات مستمرة بين المسلمين هناك وبين ملك السند على حدود مكران، ففتح المسلمون بعض المناطق، واستشهد بعض القادة إلى أن ولى الحجاج الأمير محمد بن هارون بن ذراع النمري، واليا على مكران.

ذكرت المصادر التاريخية الموثقة أن من فضائل الحجاج أنه تفرغ وهيأ كل الإمكانيات للقضاء على فرقة الخوارج، فتتبعها إلى أن كسر شوكتها فقتل من قتل وهرب من هرب، ومن الفارين من لجأ إلى عمان، فأرسل الحجاج في أثرهم، فهربوا، واجتازوا البحر ووصلوا إلى مكران والسند.

وكان الهاربون حوالي خمسمائة رجل منهم من تآمر مع ملك السند وانضم إليه، ومنهم من بقي في مناطق الحدود السندية المكرانية، وأخذوا ينازعون المسلمين (17) .

فأخذ الحجاج يتتبع آثارهم، وأرسل الجيش من العراق للقضاء عليهم ولتأديب ملك السند الذي كان يحرض هؤلاء الخارجين على الخلافة لمحاربة أمير مكران، ومن جراء ذلك أخذ العلافيون وهم من الخوارج ينظمون صفوفهم واتخذوا لأنفسهم قادة ورؤساء مثل : معاوية ومحمد ابني الحارث العلافيين. وكان قد ولى الحجاج سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي أميرا على مكران( 75 - 80 هـ/ 694-699 م) فنظم الأمور، وأمر الحجاج بمحاربة العلافيين، إلا أنهم أسرعوا بالخروج إليه. وتآمر كليب بن خلف، وعبد الله بن عبد الرحيم، ومحمد ومعاوية العلافيان، وقتلوا سعيدا، واستولى العلافيون على مكران سنة 80-85 هـ/ 699-704 م بتأييد من ملك السند.

وبعدها أرسل الحجاج جيشا قويا على هؤلاء الخارجين بقيادة مجاعة بن سعر التميمي
( 85-86 هـ/ 704 - 705 ن ) ، وقبل أن يصل الأمير ترك العلافيون المنطقة، والتجأوا إلى ملك السند (18) . وبعد وفاة مجاعة أرسل الحجاج الأمير محمد بن هارون بن زراع النمري أميرا على المنطقة من 86 - 92 هـ/ 705 - 710 م حتى قدوم محمد بن القاسم (19) .

تذكر بعض الروايات أن السبب الرئيسي لفتح الحجاج إقليم السند هو : إنقاذ المسلمات من سجون الملك داهر، وذلك أن كثيرا من تجار العرب أقاموا في جزيرة سرنديب " سيلان" مع من أسرهم ومنهم من تزوج هناك وأنجب، ثم توفي البعض منهم وخلفوا أرامب وأيتاما.

فأراد ملك الجزيرة أن يرسل أهالي المتوفي عنهن أزواجهن إلى دار الخلافة، حيث ذووهم وورثهم، ومعهم كثير من الرجال والنساء الراغبين في الحج، ومن بين النساء من أردن مشاهدة العاصمة دمشق لأنهن ولدن في الجزيرة وترعرعن هناك، وقد أرفق ملك الجزيرة مع هؤلاء العرب كثيرا من الهدايا الثمينة والتحف النادرة من الدرر والياقوت، وعددا من الغلمان والحواري والعبيد الأحباش، وكان شأن هذا الملك أن يرسل سنويا الهدايا إلى دار الخلافة.

وفي هذه السنة، أي 90 هـ/ 708 م، أرسل الملك هذه الهدايا إلى العراق رغبة في التقرب من الحجاج وحمل ذلك في ثماني سفن كبيرة (20) .

وكان بعض هذه السفن للعرب، وحدث أن هبت على هذه السفن عواصف عاتية، فألقت بها إلى سواحل السند قريبة من ديبل، وهذه السواحل مأهولة بقوم يقال لهم الميد، عرفوا بالنهب والسرقة والقرصنة (21) . فخرج هؤلاء على بوارج بحرية وهاجموا السفن الإسلامية فنهبوها، وأسروا الرجال والنساء المسلمات والأطفال، فذهبوا بالبعض إلى سجن ديبل والبعض إلى سجن العاصمة ( أرور).

وأثناء السلب والنهب صاحت امرأة مسلمة من بني يربوع بأعلى صوتها واحجاجاه أغثني، وحدث أن انفلت من أيدي اللصوص بعض المسلمين وأوصلوا الخبر إلى الحجاج بن يوسف، فقال : لبيك لبيك، وكتب رسالة من توه إلى ملك السند يطلب منه إطلاق سراح

المسلمات إلا أن الملك رد ردا قبيحا بقوله : "إنما أخذهن لصوص لا أقدر عليهم".

والحقيقة غير ما ذكر، فالروايات الثابتة تذكر أن رجال الملك هم أنفسهم هاجموا السفن الإسلامية، وخير دليل على هذا أن السفن المهاجمة كانتبوارج حربية وهي سفن لا يملكها إلا الحاكم وحتى لو لم تكن تأتمر السفن المهاجمة بأمر الحاكم، إلا أن كان الحاكم كان على علم بهذا الهجوم، وإلا لما استطاع هؤلاء تقسيم الأسرى وتوزيعهم بين سجن ديبل وسجن العاصمة، على مرأى ومسمع من الملك وسلطاته (22) .

عندئذ قرر الحجاج فك الأسرى ورد الاعتبار للخلافة الإسلامية وذلك بالقضاء على القراصنة، ونشر الإسلام في تلك البقاع.

فأرسل جيشا بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي سنة 90 هـ/ 708 م، فوصل إلى ديبل وقاتل العدو حتى استشهد وهزم جيشه، ثم أنفد الحجاج جيشا آخر سنة 91هـ/ 709 م بقيادة أحد الشجعان البارزين الأخيار، وهو : بديل بن طهنة البجلى فأخذ طريق البر إلى عمان، ثم عبر البحر وتوجه إلى مكران، فالتقى بواليها محمد بن هارون وأمده هذا الأخير بثلاثة آلاف من الجند، إلى أن وصل إلى ديبل والتقى بالعدو وكان النصر حليفه في بداية الأمر، إلا أن داهر أرسل ابنه جيسيه مع أربعة آلاف مقاتل وعشرات الفيلة المحاربة، فتقاتل الفرقان منذ الصباح الباكر حتى المساء. وقد ربط القائد ( بديل) خلالها عيني فرسه لأنها كانت تهاب الفيلة وقاتل بشجاعة نادرة، وقد قتل بمفرده من العدو قرابة ثمانين مقاتلا في الميدان، حتى استشهد في نهاية المعركة، وانهزم جيشه ووقع الكثير منهم في الأسر، وسجنوا مع النسوة والتجار في السجن الكبير
بديبل (23) .

ووصل الخبر إلى الحجاج فحزن حزنا شديدا على استشهاد بديل، فقد كان له مكانة عظيمة في نفسه (24) .

ثم أقسم الحجاج على أن يغزو بلاد السند ويفتحها، فكتب بالتفصيل إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك واستأذنه بإرسال جيش كبير إلى السند فلم يوافق الخليفة، لبعد المنطقة من ناحية، فهي تبعد 2500 كم عن العاصمة دمشق، ومن ناحية ثانية لقوة الملك داهر، وغنى بلاده المعروفة بثرائها وقوتها وحضارتها القديمة (25) .

وهناك الموانع والحواجز الطبيعية ، البحر، والصحارى مما جعل الخليفة يتردد.

لكن الحجاج ألح عليه وأقنعه، بعد ما أظهر له الخطط والتدابير لحفظ أرواح المسلمين فوافق الخليفة. رأى الحجاج أن يولي قيادة الجيش محمد بن القاسم لما كان يتمتع به من شجاعة مروءة، لكنه خشي أقوال الناس من اصطناع الحجاج لأهله، إلا أن ابن القاسم قال للحجاج : "إنني لا أطلب منصبا ولا أطالبك بالرزق، وإنما أطلب منك أن تعينني على ميتة في سبيل الله فأعني على الموت يهب لك الله الحياة (26).محمد بن القاسم بن محمد الثقفي، ابن عم الحجاج بن يوسف (27) .

والحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي يجتمع بمحمد بن القاسم الثقفي في الحكم بن أبي عقيل (28) . وكان محمد بن القاسم واليا على إقليم فارس ومقره شيراز، كما كان أبوه واليا على البصرة من قبل الحجاج (29) .

فجهز الحجاج ابن القاسم بجيش قوي مكين قوامه ستة آلاف من الفرسان (30) ، كما ضم إليه ستة آلاف آخرين من أهل فارس من العرب وغيرهم من المشاة (31) . وفي سنة 92 هـ/ 710 م توجه بالجيش إلى شيراز وأقام بها ستة أشهر ليجمع قواه ومن هناك قسم قواته إلى بحرية وتوجه ابن القاسم بالبر إلى مكران وأقام بها شهرا ومعه من القوة ستة آلاف من الجند ومن

مكران رافقه أميرها محمد بن هارون ومن معه حتى أرمائيل ووافته المنية هناك (32) . أما الفرقة والقوى البحرية فقد أرسلت عن طريق البحر ومعها المؤن والأسلحة الثقيلة مثل المنجنيقات وغيرها، ومن المنجنيقات منجنيق عظيم يسمى العروس يديره ويعمل به ما يقارب من خمسمائة رجل وشاءت الأقدار الإلهية أن يلتقي الجيش البري بالجيش البحري في اليوم نفسه وكأنهما على موعد، ولكنها إرادة الله وكان ذلك في يوم الجمعة (33) .

وكان على قيادة الجيش البحري خريم بن عمرو المري وابن المغيرة، وبجانب هؤلاء القادة كان هناك قواد بارزون مثل عبد الرحمن بن سليم الكلبي، وسفيان بن الأبرد المشهور بالجلد، وقطن بن مدرك الكلابي (34) .

وبدأ حصار المدينة من كل الاتجاهات، ونصب المنجنيق الضخم " العروس" وأمر ابن القاسم جعوبة المسلمي قائد المنجنيق بتركيز الرمي على قبة الب " والبد صنم للمجوس هناك" وكان ارتفاع القبة 40 ذراعا وسعتها 40 ذراعا.

وأثناء الحصار خرج رجل برهمي من النساك، وطلب الأمان من ابن القاسم فأمنه. ثم أخبر المسلمين أنه طالما العلم يرفرف على المعبد، يصعب عليهم فتح المدينة، لما كان الهنود يعتقدون في ذلك، فأشار عليهم بإسقاط العلم، وعندئذ أمر ابن القاسم جعوبة بضرب العلم، فبدأ ورمى بالمنجنيق وأسقط العلم، كما أسقط جزءا من قاعدته وساريته.

فكبر المسلمون ثم أصاب قبة المعبد، فانهدمت تماما دون أن تصيب مبنى المعبد بضرر (35) وتطير أهل ديبل وتشاءموا فخرجوا إلى المسلمين مندفعين للقتال المستميث، فقابلهم المسلمون بالسهام كالمطر، وقاتل الطرفان قتالا شديدا حتى هزم الله الكفار، ورجعوا إلى داخل الحصن.

وفيما بعد هيأ ابن القاسم جنده للهجوم العام، فنصب السلالم، فكان أول المتسلقين صعدى بن خزيمة المرادي الكوفي، وتلاه عجل بن عبد الملك ابن قيس البصري،وفتحت الأبواب، فكبر المسلمون ودخلوا. لكن المشركين قاتلوا قتال الموت أو حياة أشد من ذي قبل.

واستمر القتال داخل الحصن ثلاثة أيام، حتى كانت الغلبة لجند الله، وتوجه بعض جند المسلمين إلى المعبد، وقتلوا حراسه، واخرجوا منه 700 جارية موقوفة لخدمة المعبد. بعدها أخرج المسلمون المساجين، رجالا ونساء. وأمر ابن القاسم بقتل كل محارب من أهل ديبل جزاء ما لقي المسلمون منهم من قبل، كما أمره الحجاج بإعطاء الأمان لبقية مدن السند إلا إذا تمرد أهلها. وبعد سيطرة المسلمين على المدينة، هرب عامل الملك داهر المسمى جاهين بن برسايد روات. وبدأ ابن القاسم ينظم أمور المدينة وخططها، فبنى مسجدا كبيرا، ووسع القلعة، وبنى بالجانب الشرقي للقلعة منطقة سكنية للمسلمين تضم أربعة آلاف من العوائل العربية والجند وعين حاكما على ديبل وهو محمد بن وداع النجدي وكان ذلك في رجب سنة 93هـ/ 711 م (36) .

وقسم ابن القاسم الغنائم على الجنود، وأرسل بالخمس إلى دار الخلافة، ثم توجه إلى السند الداخلي، وكلما مر على مدينة صالحه أهلها، حتى قتل ملكها داهر ودخل عاصمته
" أرور" فجر يوم الجمعة 11/9/93 هـ - 1/7/ 712 م (37) .

لمحة عن الناحية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية

ونعني به : المجتمع والثقافة واللغة والتجارة .

أولا : سبق ذكر الأجناس والقبائل. أما الطبقات، فقد رأى القادمون الجدد بعد

الاستمرار في إقليم السند، وخاصة رجال الدين البراهمة أن لا تختلط قبائلهم وعنصرهم مع العناصر الموجودة من قبل فأنشأوا نظام الطبقات.

الطبقة الأولى :

البراهمة ( برهمن) وهم رجال الدين، ولهم الإشراف على المعابد وجمع النذور والخيرات، ولهم السلطة المطلقة في البلاد بما يفوق سلطة السلطان نفسه.

الطبقة الثانية :

الكشترية ( جهتري ) وهم الحكام والقواد والسياسيون، يتولون شؤون الدفاع والسياسة والسلطة.

الطبقة الثالثة :

الفيشية ( ويش) وهم التجار والصناع والزراع، ويقومون بالأمور الاقتصادية وتوفير وسائل العيش للطبقتين العاليتين.

الطبقة الرابعة :

الشورى ( جودري) وهم من الدراوردية وهم السكان الأصليون وواجبهم القيام بخدمة الطبقات الثلاث الكبيرةـ في أحط الخدمات وأقذرها وهم محرومون من جميع الحقوق الإنسانية، ولا بد أن يسكن أفراد هذه الفئة خارج المدينة، بحيث يقومون بخدمة الأسياد نهارا ويخرجون ليلا ولا يسمح لهم بالتجارة وجمع المال والتعليم. ذكر البيروني ،"بل محروم عليهم سماع الكتب المقدسة، ومن سمعها يصب في أذنيه الزيت الحار، وإذا رفع صوته على أحد من أفراد الطبقات الأخرى قطع لسانه" وإذا رفع يده، وإذا رفس قطعت رجله".

ولا يسمح لهم بالزواج من غيرهم، أو الانتقال والانتماء إلى طبقة أعلى منهم.

وبعد الفتح الإسلامي احتار المسلمون وابن القاسم أمام هذه الطبقات وكيفية التعامل معها، فقرر تطبيق الآية الكريمة عليهم { لا إكراه في الدين} واتخذوا النصح والمعاملة الحسنة شأن الوالي المسلم فتأثر الكثير، فمن دخل منهم الإسلام، أصبح لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم.

وعند قدوم المسلمين كان أهل السند منقسمين إلى فئتين سياسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.

فئة أصحاب الطبقات الثلاث الأولى وهم أصحاب الديانة البرهمية وأصحاب النظام الطبقي ورجال السلطة.

الفئة الثانية: أصحاب الديانة البودية، وهم الدارودرية ومنهم الميد والزط، المناؤين للفئة الأولى.

وبسبب الظغوط والمعاملة اللإنسانية تجاههم من الفئة الأولى أخذ هؤلاء يجمعون أفرادهم ويوحدون كلمتهم حتى نظموا شأنهم بأن أصبح لهم رئيس يأتمرون بأمره.

فبدأوا بمواجهة السلطة البرهمية حتى عم فسادهم البر والبحر على العامة والخاصة من قرصنة بحرية على كل من مر بسواحلهم من السفن وقطع الطريق والسلب والقتل لكل من عبر ديارهم، إلى أن ضاق الملك داهر منهم ذرعا، فاتخذ ضدهم بعض الإجراءات القاسية فألزمهم بارتداء لباس خاص بهم لكي يعرفوا، وإذا ثبت على أحدهم سرقة أو قتل فإنه مع أفراد أسرته يحرق بالنار وغيرها من الإجراءات القاسية.

وهذه الفئة المظلومة التي تتفق بعض مبادئ دينها مع قواعد وأسس الدين الإسلامي في مبدأ المساواة والعدالة، وإلغاء نظام الطبقات، وخاصة بعد فتح المسلمين لمناطقهم والمعاملة الحسنة التي وجدوها من القائد محمد بن القاسم وجنده، أخذوا في الدخول في الإسلام واعتناق هذا الدين الجديد جماعات وأفرادا، وبعد اعتناقهم الإسلام ضم ابن القاسم العديد منهم إلى قيادات عليا في الجيش الإسلامي.

ومن جهة ثانية استفاد المسلمون من خبرتهم الحربية وإخلاصهم في الجهاد بجانب إدلاء معلومات للجيش الإسلامي عن الطرق الوعرة والسبل والجبال ومنافذ الأنهار.

وانتهت بذلك المشكلة المذهبية والمعضلة الاجتماعية، فالطبقة البرهمية منهم من اعتنق الدين الإسلامي أصبحت معاملته مثل المسلمين. ومن بقي على دينه فيدفع الجزية، دون التسلط على الغير (38) ..

وبعد أن استقر ابن القاسم في السند بدأ تنظيم الأمور الإدارية فجعل لكل مدينة من المدن الكبرى مجالس للنظر في المظالم، وكان لديبل مجلس تظلم ترفع الأمور إليه مباشرة فينصف
المظلوم (39) .

واتخذ المنصور برهمان أباد مركزا للحكم وقصرا للإدراة وبعد محمد بن القاسم اتخذها ولاة بني أمية ومن بعدهم مقرا للحكم سنة 121 هـ/ 738 م (40)

اللغة

يقول البيروني : "إن اللغة أهل السند تختلف كليا عن اللغة العربية وحروفها كذلك، ويصعب على العربي نطق أكثر كلماتها وأسمائها" (41)

واللغة القديمة هي اللغة السنكسريتية من اللغات الآرية، التي لها أهمية خاصة، فهي لغة الكتب المقدسة الهندية القديمة، وكانت اللغة الرسمية قبل الإسلام (42) . أما بعد الفتح الإسلامي فقد أصبحت اللغة المستعملة هي اللغة العربية والسندية (43) . ويقول الطرازي : - فاللغة العربية هي لغة الدولة، والطبقة الحاكمة والموظفين والأعيان والمثقفين ، والعلماء والقضاة والمدارس (44) .

اللباس

كان أهل ديبل يلبسون زي أهل العراق كان حسنا جميلا، كانوا يفضلون اللون والعمائم الكبار ومن رسومهم التجمل والتطليس ولبس الشروب - شراب - والخطباء يلبسون الأقبية والمناطق - مثل الحزام - (45) وتجارهم والأعيان كانوا يلبسون القميص والأردية، أما العامة فكانوا يلبسون الأزر والميازر لشدة الحر ببلدانهم، وكانوا يخرمون آذانهم ويلبسون القرط ويطولون الشعر ويرسلونه (46) .

ومن العامة الميد والزط فهؤلاء قد أجبروا من قبل البراهمة أن يرتدوا زيا موحدا لكي يتميزوا عن غيرهم، وهو عبارة عن جلباب وإزار من قماش أسود خشن ثقيل، وعلى أكتافهم منديل من نفس القماش، ويحرمون من ارتداء الألبسة الملونة وتغطية الرأس وأن يمشوا حفاة مكشوفي الرؤوس، ثم تحسن وضعهم بعد دخولهم الإسلام (47) .

وقد ذكر القلقشندي عن زي أهل هذه المملكة في الفترات المتأخرة العديد من الأنواع والألوان بالتفصيل.

المساكن

وأكثر بنيان ديبل من الطين والخشب (48) . وهناك مبان من الحجر والجص والأجر كانت موجودة في المنطقة مثل المنصورة والمباني الحجرية ظاهرة في ديبل من آثار المعبد- وجدار السور ومسجد محمد بن القاسم بعد الفتح، إذ يذكر البلاذري أن جيش محمد بن القاسم بعد الفتح، إذ يذكر والي المعتصم بالله على السند قد بنى سجنا ضخما من الحجارة الموجودة من أنقاض البيوت والأسوار القديمة لديبل (49) . وكان القواد والولاة كثيرا ما يسكنون في ثكنات

ومعسكرات الجيش خارج المدن أو في الحصون والقلاع، ومن ثم ففي عهد الأمويين كان الحاكم لا يسكن إلا بيتا عاديا ويعيش عيشة خالية من الزخارف في أكثر شؤون حياتهم.

أما مساكن الطبقة المتوسطة والعامة فكانت جيدة بسبب الدخل من الزراعة والتجارة والصناعة، فبعض المساكن من الحجر ومزخرفة . ومن طبقة العوام : الفلاحون والعمال والخدم فكانت مساكنهم غالبا من الخشب أو المبنية من الأخواص على شكل أكواخ صغيرة وقد تكون غير صحية (50) .

وقبل الإسلام كانت هناك الطبقة المنبوذة لأحط الأعمال وأدناها فهؤلاء لا يسمح لهم بالسكنى مع الأسياد. يخدمونهم بالنهار ويخرجون بالليل إلى خارج البلد والمدينة (51) .

الناحية الثقافية :

تمتع العلماء والقضاة بمنزلة اجتماعية جيدة في بلاد السند بفضل علمهم وتقواهم.

وكان لهم أثر كبير في إسلام الكثير من أهل السند نظرا لأخلاقهم الكريمة وقيمهم المثالية، وما يتحلون به من التواضع والعلم الواسع من جميع طبقات السند، وكانوا موضع تقدير الولاة والحكام، يصحبونهم في المجالس الرسمية والمناسبات، وبعد الفتح الإسلامي، أنشئت مدارس علمية مشهورة لتدريس علوم الحديث وغيره (52) .

وأشهر العلماء بدييل : أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي وابنه بن محمد الديبلي (53) ، أبو موسى الديبلي، وأبو عبد الله الديبلي(54) ، أحمد بن محمد بن هارون الديبلي البغدادي

المصري، علي بن أحمد بن محمد الديبلي الشامي، محمد بن أحمد بن عبد الله الديبلي، محمد بن الحسين بن محمد الديبلي الشامي (55)، أحمد ب عبد الله الديبلي، خلف بن محمد الديبلي البغدادي، شعيب بن محمد الديبلي المصري (56) ، وغير هؤلاء كثيرون.

الناحية الاقتصادية

ومن الناحية الاقتصادية، كانت ديبل تعتمد على التجارة، لأن الزراعة فيها ضئيلة، نظرا لأرضها المجدبة القليلة الخصب في صدر الإسلام مقارنة بإقليم السند الذي يعتبر بلد الخيرات والزروع والثمار لوجود نهر مهران.

أما أهل ديبل فكان الاعتماد الرئيسي لهم من دخل التجارة وديبل يعتبر الميناء الرئيسي للسند منذ التقدم حتى العهد الإسلامي(57) .

الطرق البرية والبحرية إلى الديبل

يصف المقدسي السفر إليها فيقول : " و لاتصل إليه إلا بعد أخطار البر وأهوال البحر بعد الشق وضيق الصدر" حين يصف إقليم السند (58) وطريق البحر حيث السفن كانت تنطلق من الأبلة مارة بالموانئ الرئيسية مثل سيراف، تيزمكران وديبل، تانه، كولم ملى حتى الشرق الأقصى، والبرية، شيراز، سيرجان، جيرفت، دارجين، بم، الفهرج، جوى سليمان، ريقان، خواش، جاك، فنزبور، الديبل، أو من تيزمكران، أرمابيل، قمبلى، ديبل، ومن قصر قند، فنزبور ديبل (59) .

الصادرات من ديبل

من ميناء ديبل تصدر، القسط والقنا والخيزران، والمسك إلى ميناء عدن وغيرها (60) ، والفانيد - سكر النبات- يصدر إلى أقطار الدنيا (61) ويصدر كذلك الأرز بكثرة، وثياب حسنة كانت تصنع في مدينة سندان (62) والنارجيل "جوز الهند" والنعال الجيدة والعاج والعقاقير، وغيرها من البضائع الثمينة الغالية، والسجاجيد والبسط بأنواعها وتصنع محليا وفي سائر
الإقليم (63) .

الواردات إلى ديبل والسند

ومن البضائع الواردة إليها التمر العراقي، فكانت تأتي إليها من البصرة (64) ومن كابل "بلاد الأفغان" كانت تـأتي إلى السند وديبل ثياب كانت تصنع من القطن وهي أجود
أنواعها (65) . وكانت تأتي إليها من العراق والإسكندرية وغيرها الأقمشة حيث أن وجهة سفن مصر والعراق عن طريق ميناء ديبل ثم المشرق، وكذلك كانت الخيول العربية الأصيلة المعروفة بالعراب تأتي إلى ديبل من أرض الجزيرة العربية، مع العلم أن بالهند والسند الخيل والبراذين لكن أكثرها غير جيدة مقارنة بالخيول العربية (66) .

أما البضائع الغربية من فرنجة وغيرها فعن طريق يهود الرذانية الذين كانوا يتجولون ما بين أقصى الشرق والعرب والشمال والجنوب، وكانوا يبيعون ويشترون ويتبادلون البضائع طول رحلتهم هذه أينما حلوا وارتحلوا، فكانوا ينطلقون من طنجة - المغرب، أحد مساراتهم - فالإسكندرية فعدن فكولم ملى حتى أقصى الشرق، وكانوا يحملون من الغرب الخدم والجواري والغلمان والديباج وجلود الخز والفراء والسمور والسيوف فيبيعون هذه البضائع حسب حاجة المنطقة ورغبة أهلها. ومن ثم كانوا يشترون ما يناسب تجارتهم من تلك الموانئ إلى غيرها (67) ، والمسك الهندي، الذي يأتي من التبت إلى ديبل ومنها ويصدر إلى الأقطار بحرا والمسك الهندي أجود من الصيني والصفدي (68) .

وكانت ترد إلى ديبل من الصين بضائع مختلفة مثل : المسك والعود والكافور والدار صيني وغير ذلك من البضائع العديدة (69).

ويقول الإدريسي عن مهارة أهل ديبل في التجارة " إن السفن والبضائع كانت تأتي من عمان والصين والهند فيشترون أكثر وأكبر قدر ممكن، حيث إنهم يملكون أكثر من غيرهم من الأموال وهم أغنياء، ثم يخزنون هذه البضائع حتى تقلع السفن التجارية من ميناء ديبل إلى وجهتها فيخرجونها ويبيعونها بأغلى الأثمان وكيف شاءوا".

ويظهر من سياق العبارة أن هناك فئتين من التجار في ميناء ديبل، فئة مقيمة من أهل ديبل وفئة زائرة يحضرون لموسم معين أو لفترات حسب الحركة التجارية ووصول السفن حتى أنهم بمجرد قضاء وصرف بضائعهم يعودون من حيث أتوا (70) . ومن المنتوجات الزارعية التي كانت ترد إليها السفرجل والكمثري والتفاح مع وجودها في المنطقة إلا أنها جد قليلة (71) . وورد الخل من العراق إلى ديبل والسند في عهد محمد بن القاسم ومع عدم وجود هذه المادة في الهند فحقيقي أن ترد إليها فيما بعد للتجارة (72) . وكذلك الزيت واللوز والزيتون وزيته، وعرق الورد والعود للمعابد (73) .

علاقات ديبل بجزيرة العرب

كانت علاقة المنطقة بالبلدان الواقعة على الساحل الشرقي والموانئ الواقعة بالساحل الغربي لبحر فارس، والعراق وجزيرة العرب علاقات اجتماعية أو هجرات سياسية ومذهبية
أو اقتصادية منذ القدم وفي العهد الإسلامي.

فقد استوطن واستقر كثير من تجار العرب مع ذويهم أو تزوجوا من هناك في موانئ السند مثل ديبل كما حصل في سرنديب - سيلان - وبالمقابل حصل تبادل أسري وعائلي من السند والهند وجاليات لجأت إلى مناطق الجزيرة العربية ممن كانوا يعرفون، بالزط والميد والتكاكرة (74) والهجرات السياسية من أيام الأمويين، كما حصل للعلافين والخوارج من اللجوء إلى تلك المنطقة من أمثال : حسان بن مجالد بن يحيى الهمداني وأتباعه حتى قدوم محمد بن القاسم الثقفي، وكذلك التبادل الثقافي بين أهل العلم من حلقات التدريس والتعليم في الحرمين الشريفين (75) .

ميناء دبيل ( إقليم السند)



(1) الدمشقي، نهبة الدهر، ص.173؛ البكري، معجم ما اتسعجم ،ج 1، ص.569.

(2) تظهر من الصور أبعاد مدينة ديبل عن مدينة كراتشي..

(3) ابن حوقل ، صورة الأرض، ص.282؛ الدمشقي، نخبة الدهر، ص.99.

(4) المقدسي ، أحسن التقاسيم، ص.379.

(5) الإدريسي ، نزهة المشتاق ، ط1، ص.167.

(6) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص.288؛ الطرازي، الموسوعة، ج1، ص.180؛ بلوش، فتح السند، ص.98.

(7) 38.

(8) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص .474.

(9) الساداتي ، تاريخ الدولة الإسلامية، صص.9-11 ؛ النجرامي، العلاقات السياسية، صص.15-16.

(10) الطرازي ، الموسوعة، ج 1، صص.76-77.

(11) ابن حوقل ، صورة الأرض، ص.55؛ ابن سعيد، كتاب الجغرافيا، ص.132 ؛ أبو الفداء، تقويم البلدان، ص.138.

(12) البلاذري، فتوح البلدان ص.166؛ تاريخ الأممم، ج 1، ص.306 ؛ محمد ، التاريخ والحضارة، ص.19؛ الطرازي، الموسوعة، ج1، الالوائي، الدعوة الإسلامية ، صص.63-66.

(13) الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، صص.178 - 179 ؛ الطرازي ، الموسوعة، ج1، صص.76 - 77.

(14) الساداتي، تاريخ الدولة الإسلامية، ج 1، صص.11-22؛ ساعاتي، انتشار الإسلام،ص.101.

(15) محمد ، التاريخ والحضارة، صص.12-13؛ الطرازي ، الموسوعة، ج 1، صص.242-243.

(16) البلاذري، فتوح البلدان، ص.420؛ بلوش، فتح السند، ص.83.

(17) بلوش، فتح السند، صص.79-80، 94-95.

(18) المغربي، الإيناس، ص.177؛ ابن الأثير، الكامل، ج4، ص.36؛ الطرازي، الموسوعة ، ج1، صص.156-157.

(19) ساعاتي، انتشار الإسلام، ص.81 ؛ الطرازي ، الموسوعة ، ج1، صص.160-161.

(20) ساعاتي ، انتشار الإسلام ، ص.81؛ الطرازي ، الموسوعة ، ج1، صص.160-161.

(21) البلاذري، فتوح البلدان ،ص.423؛ بلوش ، فتح السند، ص.18.

(22) النجرامي ، العلاقات السياسية، ص.37.

(23) محمد، التاريخ والحضارة ، صص.29-30؛ بلوش، فتح السند، صص.98-99؛ الطرازي، الموسوعة، ص1، ص162.

(24) بلوش، فتح السند،ص.99.

(25) محمد، التاريخ والحضارة، صص.31-32.

(26) شاكر، باكستان ، ص.15.

(27) الزركلي، الأعلام، ج 6، ص.333.

(28) ابن الكلبي ، جمهرة النسب، ج2، ص.77.

(29) البلاذري، فتوح البلدان، ص.424 ؛ ابن حزم ، جمهرة العرب صص.267-268.

(30) اليعقوبي ، تاريخه، ج2، ص.288 ؛ العبر، ج5، ص.132.

(31) الطرازي، الموسوعة ،ج1، ص.167.

(32) البلاذري، فتوح البلدان،ص.424 ؛ بلوش، فتح السند ، ص.105.

(33) ابن الأثير، الكامل، ج 4، ص.111؛ ساعاتي، انتشار الإسلام، صص.93-97 ؛ ابن خلدون، العبر، ج5، صص.132-133، 160-161.

(34) الطرازي ، الموسوعة، ج1، صص.166، 169-171؛ البلاذري فتوح البلدان، صص.424-425 ؛ محمد، التاريخ والحضارة، صص.38-39؛ اليعقوبي، تاريخه، ج 2، ص.277.

(35) المصدر نفسه، صص.38-39؛ اليعقوبي، تاريخه، ج2، ص.277.

(36) ساعاتي، انتشار الإسلام ، صص.99-101؛ الطرازي، الموسوعة، ج1،صص.166-173 ؛ ابن الأثير، الكامل، ج4،ص.111؛ البلاذري، فتوح البلدان، صص.424-425 ؛ بلوش ، فتح السند، ص.197.

(37) اليعقوبي، تاريخه،ص.289 ؛ بهارد، لب تاريخ السند، ص.24؛ البلاذري، فتوح البلدان، ص.427.

(38) الطرازي، الموسوعة، ج 2، صص.117-120 ، 136-147 ؛ البيروني، تحقيق من الهند،صص.76-80؛ المسالك والممالك؛ص.71.

(39) ساعاتي، انتشار الإسلام،ص.71.

(40) محمد، التاريخ والحضارة، صص.177-178.

(41) البيروني، تحقيق ما للهند ، صص.13-14.

(42) ساعاتي، تاريخ الدولة الإسلامية، ص.13؛ النجرامي، العلاقات السياسية، صص.15-16.

(43) الأصطخري، مسالك الممالك، ص.177.

(44) الطرازي، الموسوعة، ج1، صص.404.406-407.

(45) الإدريسي ، نزهة المشتاق، ج 1، ص 382 ؛ المقدسي، أحسن التقاسيم، صص.129،382.

(46) الأصخري، مسالك الممالك، ص.177.

(47) الطرازي، الموسوعة، ج2،صص.128-129 ؛ الدمشقي، نخبة الدهر، ص.176.

(48) الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص.167.

(49) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص.479 ؛ البلاذري، فتوح...، ص.425.

(50) الطرازي، الموسوعة، ج2، صص.124-129

(51) البيروني، تحقيق ما للهند، ص.77.

(52) الطرازي، الموسوعة، ج2، ص.125.

(53) الحموي، معجم البلدان، ج2، ص.495.

(54) الطرازي، الموسوعة، ج1، ص.480؛ ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج4، صص.71،107.

(55) الطرازي، الموسوعة، ج 1، صص.369،493.

(56) الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند ، ص.135.

(57) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص.479.

(58) المصدر السابق، ص.474.

(59) ابن حوقل، صورة الأرض، ص.48؛ لسترنج، بلدان الخلافة، صص.288،360.

(60) ابن خرداذبة، المسالك والممالك، صص.60-61.

(61) ابن حوقل، صورة الأرض، ص.281.

(62) ياقوت، معجم البلدان ، ج 3، ص.281.

(63) المقدسي، أحسن التقاسيم، ج3، ص .481.

(64) أبو الفدا ، تقويم، ص.349.

(65) الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص.196.

(66) القلقشندي، صبح الأعشى، صص.81-82.

(67) ابن خرداذبة، كتاب البلدان، ص.153.

(68) اليعقوبي، كتاب البلدان، ص.365 ؛ السامر، الأصول التاريخية، ص.20.

(69) ابن خرداذبة، المسالك، صص.153-154.

(70) الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص.167.

(71) القلقشندي ، ضبح الأعشى ، ج 5.ص.83.

(72) البلاذري، فتوح البلدان، ص.424.

(73) الطرازي ، الموسوعة ، ج1،ص.109.

(74) محمد، التاريخ والحضارة ، صص.12-13.

(75) الحموي، مادة ديبل؛ ابن الأثير، الكامل، ج5،ص.25؛ فتوح البلدان.

No comments:

Post a Comment